كتاب الرأي

تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الإجتماعية

إن العلاقة بين الحياة المهنية والشخصية هي علاقة وثيقة مقترنة، كما تتطلب الفصل والتمييز، وهي تتركز على فهم إدارة الوقت إدارةً فُضلى، والتماس تلك الفواصل بشكل واضح وذكي يمكّن المرء من التعامل معها والأخذ بالحيطة والحذر من الأضرار الناجمة عن الانخراط بها ككُل .
وتكون عملية إيجاد التوازن بين الحياة المهنية والشخصية مستمرةً وفقاً لتغير طبيعة الحياة والاهتمامات ومراجعة الأولويات المتجددة كل فترة وتتقدم بناءً عليها
وذلك التغيير الذي يطرأ على القائمة ضروري للتأكد من الاستمرارية في الطريق الصحيح.
كما لضمان راحتك ونجاحك ونهضتك العملية كفرد مُنتج ومعطاء على الصعيدين الإجتماعي والمهني، ومما يجعل الموازنة تساعد على تحقيق النجاح الذي يعبّر في الواقع عن عدة جوانب حياتية قد تكون مشتركة أو منفصلة،كما أن بلوغ هذه المرحلة يحتاج إلى الكثير من التخطيط والتركيز .
وفي هذا الوقت حيث أسهمت التقنية وكثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية التي تتيح استمرارية الاتصال بين الأعضاء والمجتمعات بأن يمتد العمل إلى الوقت الخاص، والعكس صحيح
،أن تسمح باستخدام التكنولوجيا والانغماس بها في أثناء انخراطك على سبيل المثال بمشروع مهني ذات أهمية،مما يكن له اسهامٌ في ذابة الحدود بين الجانبين وهذا أبرز ما يسبب المشاكل التي تتعلق بالفصل والموازنة
ومن أبرز طرائق استعادة الموازنة وأهم إستراتيجياتها:

عدم الارتباط بالعمل ارتباطاً كلياً ومشدداً وجعله أهم من الصحة النفسية والجسدية

أي أن مضاعفة المجهود المبذول ذو آثار سلبية وعواقب ناجمة قد تضر على الإنتاجية وعيش اللحظة في أوانها،ومما يسبب الضبابية في الرؤية والتفكير، ويؤثر سلبًا في السمعة المهنية للعضو المنتج أو يؤدي إلى ارتكاب أخطاء خطيرة ذات وقع غليظ عليه
بالإضافة إلى تدهور الصحة،مما يؤدي إلى التوتر والضغوط النفسية وتفاقم الأعراض التي تسبب الانتكاسات.
وقد يُفضي إلى كونك قد تفوت الأحداث العائلية المهمة أو الإنجازات المعنية التي تتطلب منك مشاطرتها وحضورها،وقد يضر بعلاقاتك في محيطك ومجتمعك.

حقق توازنًا أفضل بين العمل والحياة الشخصية.. ماهي الآلية ؟
إن التقلبات المهنية والعملية هي إحدى المشاكل الواردة، وذلك دوماً ما يمثّل تحديًا عصيباً على الفرد وقد يطول المجتمع،ومشكلة أخرى لمن لا يجيد التعامل معها
بإستخدام الإستراتيجيات الآتية نوفر لك عدة حلول قد تساعدك على التخلص من هذا الضغط الذهني والمقدرة على بدء موازنتها  :

إدارة الوقت .
تعلم الرفض
تقييّم ومشاركة أفكارك واقتراحاتك والحلول الممكنة والاستعانة بأهل الخبرة والمعرفة دون تردد
ترتيب الانشطة والأولويات ترتيبا منظما
اتباع الارشادات التي تسهم في استرخاءك البدني والنفسي
التفكير في الخيارات المتاحة والامكانيات المتوفرة من وسائل توفير المرونة لجدولة الأعمال وتنظيمها تنظيما سليما
كما يُعد نمط الحياة الصحي ضروريًا للتغلب على التوتر وتحقيق التوازن بين العمل والحياة والتوفيق ما بينهما ومعرفة أهمية كلٍ منهما وإدراك مكانته وأثره الذي قد يمتد على الآخر .
كما أنه كلما تمكن المرء من التحكم في وقته والسيطرة عليه،قل الضغط الذي يتعرض له وبات بإمكانه الإمساك بزمام الأمور، والنظر إلى الأولويات من زاوية أخرى أكثر سلاسة تمكّنه من التعامل مع كل أولوية على حدة واستدراك مكانتها الصحيحة في جدول الأعمال .
ومن أشكال ذلك تناول الطعام الصحي وإدراج النشاط البدني في الممارسات اليومية لأن العقل السليم في الجسم السليم وأخذ قسط من الراحة كفيل في استهدافك للمخططات والتوجهات التي تتلائم مع وضعك النفسي والمهني بكل سهولة .
كما تشير الأبحاث إلى أن التطوع لمساعدة الآخرين يضاعف من جودة الحياة والعلاقات ويسهم في شحن الطاقة التعاونية ووضع خطة محكمة لنظام داعم، تتجدول به المسؤوليات الشخصية ويزداد به الوقت الإضافي .

وبالطبع لا ضير من الحديث مع من بوسعه تقديم نصيحة نفسية أو استشارة تنم عن المعرفة والخبرة والاستفادة من البرامج المتوفرة لمساعدة العاملين وتسهيل الآداء عليهم، والتطلع للخدمات المتاحة للتعاون معهم.

ووفقًا لتقرير مؤسسة “ويلكوم”، الذي تحدثت عنه الكاتبة علا الغزاوي في سكاينتفك أميركان فإنه ذكر في ذلك التقرير بأن :
” ذكر 40% من الباحثين الذين شاركوا في الاستبانة والذين يعملون بدوام كامل أنهم يعملون من 41 إلى 50 ساعة أسبوعيًّا، في حين ذكر 32% منهم أنهم يعملون أكثر من 50 ساعة أسبوعيًّا، والضغط الذي تسببه هذه الوظيفة بطبيعتها التنافسية وكثرة متطلباتها يجعل من الصعب على الباحثين -خصوصًا المبتدئين منهم- تحقيق التوازن المناسب بين حياتهم المهنية والشخصية. “.

إن ما لا يعرفه الكثير هو أن المقدرة على الاستثمار في العلاقات الإجتماعية يسهم في الانفتاح على فرص عملية ومهنية كثيرة، والانخراط في المجتمعات يجعل من الشخص عنصر مجتمعي فعّال، وذو بصمة عملية رائدة ومتفوقة، لها بصمة جلّية في شتى جوانب حياته .
ويعد ذلك أحد أشكال التحفيز التي تتشكل كعوامل مساندة خلال رحلة تحقيق الهدف والوصول إلى الآمال .
هناك الكثير ممن يخفق في حياته المهنية رغم اجتهاده الدؤوب وسعيه الحثيث ويجهل السبب أو حتى يعلم بوجوده ولكنه يجهل عظم أثره، وقد يأذن لجانب من حياته أن يتداخل مع الجوانب الأخرى مما يتحول مستقبلاً إلى خلل كبير في تحقيق التوازن حيث تطغى حياته المهنية على حياته الشخصية، أو على العكس من ذلك، ولذلك نشير هنا على ما يتوافر على جميع الشروط والمعايير التي تتطلبها الفعالية المهنية السليمة وعلى ما يعدّ واحدًا من أنجح الوسائل لإتمام المهام والتفوق في المهارات وتطوير المواهب، دون الإخلال بالموارد والحياة الإجتماعية التي لا تقل عنها أهمية، ولأن ذلك ماهو إلا امتداد للأعمال المستقبلية التي يسعى الإنسان جاهداً للبروع بها.

شوق السماعيل _ الرياض
_sh9009@

حصة بنت عبد العزيز

‏كاتبة مهتمة بالمجال الصحفي، أرى أنه إلزاما علي، أن يكون ماأقدمه للقارئ، ثروة حقيقية يتمتع بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى